بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

56: هل أن مرور الزُهرة بين الشمس والقمر في شهر رجب هو من علامات الظهور؟



البابلي (الموقع الشخصي): هناك لغط يجري في الشارع بسبب ما زعم بعضهم بشأن مرور كوكب الزهرة بين الأرض والشمس ورؤيته في صفحة الشمس، فقد عدّه البعض بأنه من علامات الظهور باعتبار أن الروايات تشير إلى علامات تظهر على قرن الشمس في شهر رجب فما قولكم؟

الجواب: لا صحة لذلك مطلقاً، فما تم قبل أيام من مرور كوكب الزُهرة بين الأرض والشمس هو ظاهرة طبيعية تحصل بين مدة وأخرى وبشكل رتيب ضمن حركة الزهرة حول الشمس، بينما الروايات المتعلقة بما أسميناه بومضات ملكوتية في شهر رجب تتحدث عن شيء آخر مختلف تماماً، ففي حديث الإمام الرضا صلوات الله عليه يقول: بأبي وأمي سميّ جدّي، وشبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور، يتوقّد من شعاع ضياء القدس، كأني به آيس ما كانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين. فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب: أولها: {ألا لعنة الله على الظالمين}، والثاني: {أزفت الآزفة} يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يداً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم.[1]

ولهذا فنحن هنا أمام ظواهر غير طبيعية، كما وأنها ليست من صنف الإعجاز الإلهي لأسباب فصّلناها في كتابنا علامات الظهور، ولكن نحن أمام تدخل مباشر من المعصوم صلوات الله عليه بما يعرف باستخدامه لولايته التكوينية تمهيداً لأحداث كبرى ستتلاحق من بعد هذه الأحداث، ووقت ذلك سيكون بعد ظهور السفياني عليه لعائن الله وقبل الصيحة الجبرئيلية ففي رواية داود بن سرحان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.[2]

ونظيره ما روته أم سعيد الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك يا بن رسول الله اجعل في يدي علامة من خروج القائم قالت: قال لي: يا أم سعيد، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب، وخرج رجل من تحته فذاك عند خروج القائم.[3]

ولعل ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد يتفق مع ذلك فقد روى عن الفضل بن شاذان بسنده لأبي بصير أنه قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس، يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه.[4]

ولذلك لا قيمة لما ادعاه البعض في هذا المجال لأن أي حدث في الفلك لا يمكن أن نعزوه إلى العلامات ما لم يدلّ عليه دليل روائي، والدليل كما أوضحته لكم متعلق بالفترة اللاحقة لخروج ابن آكلة الأكباد.


[1] غيبة النعماني: 186 ب10 ح28، ورواها الطبري في دلائل الإمامة: 242، والخزاز في كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الإثني عشر: 252ـ253 ح97 ولكنه يسنده إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

[2] غيبة النعماني: 261 ب14 ح10.

[3] دلائل الإمامة: 256.

[4] الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 2: 373.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
21 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :1958
عدد زوار الموقع الكلي: 24845215
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عليه السلام: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.. والمقصود: كل راية تدعي المهدوية