بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الخطبة الدينية لسماحة الشيخ جلال الدين الصعير يوم الجمعة 29 / 7 / 2011 : شرائط الظهور وما يميزها عن علامات الظهور



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة واتم السلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى الهداة الميامين من أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداءهم من الأولين ولآخرين الى قيام يوم الدين .

عباد الله أوصيكم بتقوى الله سبحانه وتعالى ، فهذه التقوى هي المصداق الحقيقي لصيام الصائمين ولصلاة المصلين . من دون التقوى كل الأمور تبقى قاصرة عن أن تصل الى درجة قبول الله سبحانه وتعالى ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتقين .

ها قد أقبل شهر الطاعة والغفران والذي أسأل الله تعالى ان يجعله شهر رحمة وبركة وخير على شيعة أمير المؤمنين (ع) . وحينما يقبل هذا الشهر الفضيل تكون امامنا إستحقاقات جادة ، هذه الأستحقاقات لا تتعلق بالأمتناع عن الأكل والشرب وهكذا بقية وضائف الصائمين . واحدة من هذه الأستحقاقات هي طبيعة ما قدم شهر رمضان للمسلمين ، قدم بأنه شهر الدعاء ، وقدم بانه شهر التقوى ، وقدم بهذه المعايير ولنا في كل سنة جولة مع الدعاء ومع حالات التقرب الى الله سبحانه وتعالى . ولكن هذه السنة أنا أحسب ان إستحقاقا آخرا ربما لم يرد في أي سنة من السنوات الماضية سواءا السنوات البعيدة الغابرة أو السنوات التي مرت بنا .

حينما تحدثنا في الأسبوع الماضي عن العلامات الممهدة لم يكن حديثنا عبثا ولم يأتي إعتباطا ، وإنما أشرنا أكثر من مرة الى أن الظهور الشريف بات أقرب مما تتصورون . وبالنتيجة حينما يأتينا شهر رمضان ونحن في هذه الظروف لا بد لنا من ان نجعل هذا الشهر الفضيل في هذه السنة ، بمعنى انك تقرأ القرآن نيابة عن امواتك ، وتقرأ الدعاء وتدعو لأمواتك وأحبابك وما الى ذلك ، وتتصدق لأجل من تحب من الموتى أو من الأحياء . ولكن ما رأيكم في هذه السنة أن نجعل كل هذه الأمور خاصة بالأمام (عج) فنحول هذا الشهر الى شهر علقة وعلاقة وتأصيل لطبيعة الرابط بيننا وبين الأمام (عج) . حينما تقرأ القرآن لأمواتك فلا شك أنهم يحصلون على ثواب وثوابك أكثر مما يحصلون ، ولكن ما رأيك أن تخاطب الأمام (ع) بعملك لا بلسانك وتقول له " انا في كل سنة أفعل هذه القضية ، ولكن في هذه السنة أريدها لك وبما يتعلق بك " ترى هل سينسى هو امواتك ومن تحب أم أنه سوف يذكرهم قبل أن تذكرهم أنت وبأعظم مما تذكرهك أنت ؟ . ما رأيكم في أن نقرأ القرآن ونهدي ثوابه من اجل سلامة الأمام ، والدعاء من أجل سلامة الأمام ومن أجل إستجابة دعاء الأمام ، ومن أجل قضاء حوائج الأمام (ع) . ترى حينما تقول اللهم أرزقني وتبدل ذلك بالقول ( اللهم ألطف ببقية الله ، اللهم عجل فرج ولي الله ، اللهم أنصر ثار الله ، اللهم .... ) فحينما تبدل اللهجة عند ذلك هل سينسى رزقك ، أم سيقول هذا ذكرني فيما أحب فكيف لا أذكره فيما يحب ؟ . هل تتصورون أننا اذا فعلنا هذا مع أنفسنا مالذي سيحدث ؟ ، عادة ما نحمل جميلا من قبل الآخرين ، فحينما يأتي رجل ويقول دعوت لك فإن أثر هذا في قلبك يكون كبيرا . فما رأيك ونحن أصحاب الأمكانات المحدودة ، وأصحاب النفوس المريضة ، وأصحاب العقول الصغيرة ، وأصحاب المثل الهابطة ، فكيف والأمام (ع) بعظمته وبحالته هو حينما يجد انك إستغنيت عن الدعاء لنفسك وبدأت تدعو له فهل سيتركك ؟ ، هل سيتخلى عنك ؟ . أنا أعتقد ان المعادلة سهلة جدا ومربحة جدا أيضا .

أريد ان أقدم هذه الخلاصة وسأتابع في شهر رمضان إن شاء الله حيث أن أحاديثنا كلها ستكون عن الأمام (عج) ، فنحن في كل سنة عادة نتحدث بأحاديث التقوى وما إلى ذلك ولكنني أحسب اننا في عجلة من أمرنا لكي نفهم الأمام وطبيعة العلاقة بالإمام (ع) .

في الأسبوع الماضي تحدث بخلاصة عن العلامات الممهدة وأشرت الى ان هناك علامات ممهدة وشرائط للظهور ، وما تحدثنا به هو العلامات الممهدة ، إذن ما هي شرائط الظهور ؟ . لذلك سأخصص حديث اليوم الى هذه الشرائط وانا أشكر جميع الذين تلقفوا حديث الأسبوع الماضي بإهتمام بالغ وقد أحسست أن الحديث كان له أثره الكبير ليس في العراق فحسب ، وإنما في داخل المجاميع أو القواعد المنتظرة في كل مكان . ويسعدني ان أجد الكثير من اخواننا من أهل السنة كانوا قد إهتموا بهذا الحديث وبطبيعة ما يؤدي اليه .

الفرق بين العلامات وبين شرائط الظهور هو ان العلامات يمكن ان تقع ويمكن ان لا تقع ، بمعنى انها تدخل في دائرة قول الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) . فهي مكتوبة ولكن يمكن لأفعال البشر أن تسرع أو تلغي أو تخفف من طبيعة وطأة هذه العلامة أو تلك .

وهنا أضرب مثالا : حينما تتحدث الروايات عن مقتلة كبيرة في شيعة أمير المؤمنين (ع) من قبل إبن آكلة الأكباد (لع) في النجف وضواحي النجف وهذه من العلامات الممهدة بإعتبار أن واحدة من أعمال هذا اللئيم هو هذه القضية . في قبالها نجد أن الأئمة (ع) دعوا شيعتهم الى أن لا يواجهوا زخم هذا الخبيث في وقت قوته لذلك دعوهم الى ان يخرجوا من هذه المناطق وان يذهبوا الى أماكن النصرة . وقد أشرت الى ان مكاني النصرة في عهد التمهيد هما مكان اليماني الموعود ومكان السيد الخراساني ، والذي يريد ان يسبق للنصرة فعليه أن يذهب الى هذه الأماكن . يبقى المكان الأساسي للنصرة  وهذا يتأخر هو مكة ومن يستطيع أن يصل الى مكة بإعتبار أن الظهور الشريف إنما يكون في مكة المكرمة . لذلك نقول تارة بأن الناس في إقبال الخبيث يواجهونه ويتصدون له وهو في عز قوته وبالتالي سيصبح عدد القتلى كبير . ولكن الناس لو إستمعوا الى كلام الأمام الباقر والإمام الصادق (ع) حينما دعوهم وقالوا (  فليغيب الرجال وجوههم عنه فإن حنقه وشرهه فيهم ولا بأس على النساء ) . فلو غيب الرجال وجوههم عنه في هذه المناطق يصبح عدد القتلى أقل من ذلك وهذه ما نسميه بانها يمكن ان تقع ويمكن أن لا تقع لأن إرادة الناس تتدخل ووعي الناس يتدخل لتخفيف الأضرار أو ارتفاعها . ولكن شرائط الظهور حتم ولا بد من ان تحصل ، لذلك نسمي تلك بالعلامات وهذه نسميها بالشرائط . المائز بين الأثنين هو أن العلامات الممهدة هي التي تمهد للشرائط والعلامات الممهدة من حيث الزمن تأتي قبل الشرائط ، أما الشرائط فإنها تحصل الواحدة بعد الأخرى في سنة ونصف قبل ظهور الأمام (عج) .  

والشرائط لدينا هي ثمانية وهي من المحتوم ولا يمكن أن تتأخر ولا يمكن أن تلغى فهي عكس العلامات التي قلت انها يمكن ان تحصل ويمكن ان لا تحصل . وأولى هذه الشرائط وأبعدها عن ظهور الأمام (عج) هو ظهور ابن آكلة الأكباد " السفياني " . لكن لو ظهر هذا الرجل عندئذ يكون امامنا شريطتان أخرتان ستظهران حتما وهما ( اليماني الموعود والسيد الخراساني )  وبتعبير الأمام الباقر (ع) " هؤلاء يظهرون في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد " . إذن فنحن على موعد مع شرائط ثلاثة تخرج في يوم واحد ، ولكن لكون ابن آكلة الأكباد اول ظهوره في شهر رجب وخروجه كراية مسلحة يريد السيطرة على سوريا ربما يتأخر عن رجب شهر أو أقل من شهر . وهذا الرجل الذي تسميه الروايات " عثمان ابن عنبسة " يأتي من خارج سوريا وليس كما يتصور البعض بأنه يوجد هناك شخص إسمه عثمان أبن عنبسة فهذا الأسم إسم رمزي وإسم كنائي بمعنى أنه لا يوجد رجل إسمه عثمان وأبوه عنبسة وإنما هو إسم كنائي والكناية في علامات الظهور أساس . بمعنى ان الأسماء المتداولة وما الى ذلك من إشارات العلامات لا تتم باللغة المباشرة ، وإنما تتم بلغة رمزية وبلغة كنائية وقد أخفيت في وقت إلقاءها ولكن حينما يأتي أوانها تتضح معالم هذه الرموز من خلال أوصاف هؤلاء وأعمالهم .

لذلك حينما ذكرت العلامة الثالثة من العلامات الممهدة وهي " الرجفة او الصعقة أو الهدة أو الصيحة " في دمشق يريد بها ضرب منطقة حرستا حينما وصفت وصفت في حديثين . الحديث الأول يقول ( يأتي الصوت بالفتح ) وهنا كلمة الفتح لابد وأن تكون ملفته للأنتباه فهذه الضربة سوف تؤدي الى قتل مئة ألف فلماذا تسمى بالفتح . وفي رواية أخرى لأمير المؤمنين (ع) حينما يتحدث عنها يقول " إنها ستكون رحمة للمؤمنين " . عندئذ لابد أن نتساءل ما هذا الفتح الذي يشير إليه وما هي هذه الرحمة التي يتحدث عنها الأمام (ع) طالما أن القتلى هم مئة ألف ؟ . وهذا الرقم هو رقم مكاثرة في لغة العرب بمعنى انه قد يقل قليلا أو يزيد قليلا على ذلك . لا يوجد هناك تفسير إلا أن يكون الأنسان عالما بحديث أهل البيت (ع) فيقول بان هذه الهدة حينما تكون في شهر رمضان إذن فارجب الذي يأتي من بعدها سوف يشهد ظهور ابن آكلة الأكباد . فهل فهمنا ما هو الفتح الموجود ؟ ، وهل أن هذه ما أشير إليها في الروايات أم أنها ليست تلك التي أشير إليها في الروايات ؟ . لذلك حينما تأتي مثل هذه الضربة وفي تحليلي للروايات توصلت الى القول بأنها ضربة نووية تحصل في شهر رمضان . فضربة نووية في مثل هذه العصور لابد وأن تكون ملفته للأنتباه بشكل كبير جدا ، وعنونتها بعنوان الفتح هو أن العالمين بطبيعة هذه الروايات يستطيعون ان يحسبوا المسافة بينهم وبين ابن آكلة الأكباد . وبالنتيجة حينما يقولون بأن رجب القادم سيظهر فيه هذا اللعين بإعتبار أن الروايات تؤكد بان مدة الفتنة في الشام وخراب الشام هي عام واحد ،  ويمكن لهذا العام ان يقل قليلا او يزيد قليلا . بمعنى أن السفياني اللعين لا يمكن أن يتأخر عن هذه الضربة بإعتبار أنها سنة وستؤدي الى العلامات المتتابعة وبإعتبار هذه القضية لذلك سيكون ظهور هذا الخبيث من بعد عشرة أشهر من هذه الضربة . وحينما نقول من بعد عشرة أشهر يعني رجب ويزيد عليه شهر أو أقل من ذلك فنتوقع ظهور ابن فاطمة الزهراء (ع) . بمعنى انه ما بين الضربة ومابين ظهور الأمام (عج) كل الذي يبقى هو خمسة وعشرون الى ستة وعشرين شهرا . لذلك " يأتي الصوت بالفتح " فتح لمن ؟ ، فتح للعالمين بالروايات فيستطيعون ان يحسبوها . ورحمة لمن ؟ ، لمن علم بهذه الروايات وبدأ يستعد . لأن الأمام (ع) حينما يقال له متى يظهر الأمام ونرتاح فيقول ما مؤدى كلامه (ع) " ماهو إلا العلق والعرق " بمعنى ما هو إلا الجهد الشديد والدماء والسيف والموت تحت ظل السيف .

إنها عملية جهادية كبرى فكم تحتاج لكي تستعد لها ؟ ، وفي ذلك الوقت هل يكون لك مجال فتقول أنا لا أخرج ؟ ، وهل يتكرر درس أمير المؤمنين (ع) حينما كان يقول ( فإذا دعوتكم في الشتاء قلتم هذا أوان قر وصر ، وإن قلت لكم أغزوهم في الصيف قلتم هذه حمارة القيظ ) . فهذه القضية في زمن الأمام المنتظر لا وجود لها فما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف . لذلك فإن الفتح هو ان تبتديء بالأستعداد ، والأستعداد قد أشرت سابقا الى أنه يتمحور في قضيتين : استعداد المواجهة مع هذا الخبيث أو الأستعداد للأستحقاقات المتعلقة بجرائم هذا الخبيث وأيضا في مقابل النصرة المطلوبة منا لليماني الموعود . وهذه الشريطة الأولى فأنا قد شرحت في الأسبوع الماضي وذكرت أعمال هذا الخبيث بإنه يستولي على محافظات الشام " الكور الخمسة " بستة أشهر ما عدى محافظة الحسكة ومحافظة دير الزور وهي لا يشار اليها في الروايات وما يشار اليها هي المحافظات الأخرى ولكن هاتان المحافظتان تكونان بأيدي الترك وبالنتيجة فأول ما ينتهي وإذا استولى على الكور الخمس لن يطول ظهور الإمام (عج) إلا حمل إمرأة أو إلا تسعة أشهر لا يتقدم يوما ولا يتأخر يوما .

وبعد ذلك العملية الثانية وهي معركة " قرقيسيا " والتي ستدور بينه وبين الأتراك وبين بني قيس في منطقة دير الزور ، ومنطقة قرقيسيا تبعد عن الحدود العراقية مابين أربعين الى خمسين كيلو متر . ثم تبتدأ المعركة الثالثة وهي معركة بني قيس في الأنبار وفي تكريت وفي الموصل وبنو قيس هم " قبائل الجبور " والتي تمتد من حلب وحماه في سوريا الى شمال الأردن غربا ومن الموصل الى شمال الأنبار جنوبا . وهذه المعركة تدوم لمدة شهرين تقريبا وبعد ذلك في طريقه تقع معركة شديدة ما بين الدجيل وعكركوف وهي إمتداد لمعركة بني قيس أي أنها تشمل مناطق ( يثرب والزيدان والضلوعية والطارمية والمشاهدة والأسحاقي وما الى ذلك ) . وبعد ذلك تأتي معركة بغداد ، ومعركة بغداد في الأصل أنه يذبح ثلاثمائة قائد في البقعة الخبيثة في منطقة الزوراء . وتشير الروايات تارة الى سبعين ألف وتارة الى مئة وعشرين ألف وروايات أخرى تشير الى أن عدد قتلى بغداد لن يزيد على الثلاثة آلاف . فأيا ما يكون فإن في منطقة الزوراء سوف يحصل القتل والخراب حتى يمر المار فيقول ها هنا كانت الزوراء بتعبير الأمام (ع) .

وبعد ذلك تبتديء محنة الكوفة ، ومشكلة هذا الرجل مع الكوفة فيما أحسب تبتديء في بغداد فحينما يصل الى بغداد تبتديء مشكلته مع الكوفة وقبل ذلك لا توجد لديه مشكلة ، وهنا قد يسأل لماذا فسأترك الجواب للجزء الثاني من كتابنا ( علامات الظهور ، بحث في فقه الدلالة والسلوك ) وهناك أنا قد تحدثت بشكل مفصل عن العلامات وعن الشرائط . وفي الكوفة يبقى ثمانية عشر يوما ولا يزيد على ذلك كما في الروايات وحينها تأتي راية اليماني الموعود وتلحق بها راية السيد الخراساني . وهذان الأثنان اليماني والخراساني هما أيضا من شرائط الظهور وبالنتيجة كونهم من شرائط الظهور فإنهما حتم لازم . الخراساني يأتي من خراسان وحينما يصل السفياني اللعين الى بغداد يكون الخراساني قد وصل الى ضفاف نهر دجلة . بمعنى أن شمال البصرة والعمارة والكوت تكون تحت نفوذ هذا الرجل ويقود جيشه فتى من بني تميم تسميه الروايات " شعيب ابن صالح " وهذا الأسم إسم رمزي ولكن اللافت فيه أن يكون عربيا يقود جيوش الخراساني بإعتبار أنه من بني تميم . ثم يتفق اليماني والخراساني على إبادة الجيش المنسحب من قبل هذا الخبيث ويحصدون هذا الجيش على مشارف مدينة بغداد حتى لا يرجع منهم أحد أبدا وبتعبير الروايات " حتى لا ريجع منهم مخبرا " .

 لذلك فإن التهويل الذي نقرأه في الكتب أن السفياني سيفعل وسيفعل وما الى ذلك يمكن لشيعة أهل البيت لو أحسنوا الأستماع لمنطق العلامات ولمنطق الشرائط ولحديث أهل البيت (ع) يمكن أن يجنبوا أنفسهم قتلا كثيرا . ولكننا على طبيعتنا نناقش ونجادل ونتردد ونشكك ولا نسيغ سمعا لطبيعة حديث أئمتنا فتقع هذه المجازر . وإلا لو إتبعنا احاديث الأئمة فإن الكثير من البلاء الذي حاق بنا لا ينزل بنا ولكن هذه هي مشكلتنا ومتعلقة فينا ، فالأمام يتكلم بمنطق ونحن نعمل بمنطق آخر وهذا ما يجعلنا نقول ونتحدث عن طبيعة الأهمية البالغة لفهم العلامات وان لا يقرأها الأنسان لمجرد الفضول ويقول " والله اريد ان أعرف مالذي سيحصل " فالمسألة ليست أنك سوف تعرف وإنما هناك سيف يريد أن يضرب عنقك . وعندما تفكر بهذا المنطق تفكر بالأستعداد للمواجهة . وعندما تقول ان هذه العلامة تتحدث عن ظهور الأمام فما هو التلقي هل ستفرح أم أن عليك ان تستعد لأن ظهور الأمام فيه تكاليف باهضة والذي يتخلف إنما يتخلف عن الله ورسوله . ولكن صاحب السعادة وصاحب الحضوة هو الذي سوف يلبي مبكرا ويقول قد إستعددت . فهذه ثلاث شرائط نسميها بالشرائط الأجتماعية وتبقى شريطة أخرى وهي آخر الشرائط وهي ( قتل النفس الزكية مابين الركن والمقام ) . فما بين هذا الحدث وما بين ظهور الأمام خمسة عشر يوما فقط ، فعندما يكون ظهور الأمام في العاشر من محرم فإن هذا الرجل يقتل ما بين الثالث والرابع والخامس والعشرين من شهر ذي الحجة وهذا التردد حسب طبيعة الشهر فالأمام قال لنا خمسة عشر يوما ولكن قد يأتي الشهر ناقصا وما الى ذلك . لذلك فإننا نقول في هذه الأيام يقتل هذا الرجل وأخ له معه يقلان ما بين الركن والمقام ، والركن هو الحجر الأسود والمقام او الركن يقصد به الركن اليماني وما بين مقام إبراهيم يعني تقريبا امام باب الكعبة . فهذه أربع شرائط نسميها شرائط أجتماعية ، ولدينا ثلاث شرائط نسميها شرائط كونية .

الشرائط الكونية وهي على غرابتها إلا أن المؤمنين رغم أنهم تحت ظل جرائم هذا الخبيث السفياني فإنهم سيجدون في تحقق هذه الشرائط الكونية أملا كبيرا وتبعث فيهم عزما أكيدا بحيث تكون جرائم السفياني تكون خفيفة الوطئة عليهم لأنهم يرون في الآفاق القريبة أن إمامهم قد بات قريب جدا . وهذه الشرائط في تحليلي أنها تاتي متعاقبة الواحدة من بعد الأخرى أي واحدة تؤدي الى الأخرى وهي حدث واحد يفرز منه ثلاثة أحداث ولكن غالبتها تحصل ما بين شهر شعبان وشهر رمضان ان لم تكن كلها في شهر رمضان وهذه الشرائط الثلاثة متفق عليها بين السنة والشيعة ولكن الفرق أن أهل السنة يعتبرونها من شرائط قيام الساعة ونحن نعتبرها من شرائط الظهور . وما بين الظهور ويوم القيامة أمد بعيد وعليكم أن لا تتصور ان ظهور الأمام يعني ان القيامة قد أصبحت على مشارف الأبواب فالمسألة ليست بهذا الشكل .

العلامة الأولى هي ان حدثا كونيا معينا يؤدي الى ظهور الشمس من المغرب ، وقبل هذا الحديث كان اليساريون أو الذوقيون أو أهل المزاج الذين يتحدثون بطريقة " غير معقول ان يحدث هذا الأمر وهل ان عقولنا يمكن أن تصدق مثل هذا الأمر " . واليساريون كانوا يطبلون ويزمرون على أن هؤلاء يتحدثون بالخرافات وعن ظهور الشمس من المغرب وهذا مستحيل في النظام الكوني .لكن الآن علماء الفلك وعلماء البيئة يتحدثون عن هذه القضية بصورة جدية وهم يحسبون أن ظاهرة الأحتباس الحرارة ستؤدي الى ذوبان جبل جليدي في المحيط الشمالي مساحته أثنان وأربعون أو أربعون كيلومتر وتعرفون ان الجبل الجليدي عادة يظهر ثلث منه يخرج فوق الأرض وثلثان منه يبقى تحت المياه وبالتالي يكون لدينا اثنان وعشرون كيلومتر من الجلد وهذه مساحة محافظة . فأيا ما يكن فإنه ينساب الى المحيط الأطلسي وبالتالي فإنه سوف يغرق المدن القريبة من السواحل على بعد مئة كيلومتر مما يعني ان غالبية مدن الدول الأوربية ومدن الولايات المتحدة هي أول المدن الغارقة . وبعد ذلك فإن هذه الظاهرة تؤدي الى إنقلاب الأقطاب فتتجه الأرض عاليها الى سافلها وكيف يحدث ذلك فهذا ليس عملنا ولكن هذه الظاهرة اذا تمت بهذه الطريقة أو بأي طريقة أخرى وتحليلي ربما تكون بطريقة أخرى مختلفة ربما أتحدث عنها في وقت لاحق وإن كنت قد تحدثت عن أحد السناريوهات في كتابنا " اليماني الموعود " . ولكن مهما يكن فإن هذه الظاهرة حينما تخرج الشمس من المغرب الى المشرق تستمر ليوم واحد ولكنها تؤدي الى وقوع كسوف قبل الخسوف ، والعادة ان يقع الخسوف ثم يقع من بعده الكسوف وهذه هي الظاهرة الثانية . وظاهرة الكسوف والخسوف المتعاكس تحصل في شهر رمضان يعني بينها وبين الأمام أربعة أشهر أيأن في هذا الوقت يكون السفياني وجرائمه في أوجها .

بعد ذلك تحصل الشريطة الثالثة وهي آية الدخان ، ومالذي يراد هنا بالدخان هل هي ظاهرة " النينو " المعاصرة والتي هي عادة تحرق الأوكسجين وما الى ذلك في مناطق متعددة كما حصل قبل عدة سنوات في ماليزيا وغيرها ، ولكن في هذه المرة قد تأتي ظاهرة " نينو " ضخمة جدا وربما شيء آخر ، وفي تحليلي هناك شيء آخر ربما يلحظ في كتابنا ( راية اليماني الموعود ) . ولكن مهما يكن فإن هذه العلامات الثلاثة عندما تقع وهي غريبة جدا على النظام الكوني رغم انها لا تتم بطريقة المعجزة إطلاقا وإنما هي من سنخ النظام الكوني . فالحدث الذي أتمنى ان تراقبوه هو طبيعة قلوب الناس مالذي سيحصل بها ؟ . بالنسبة للمنتظرين سوف تكون آمالهم وعزائمهم عظيمة جدالأن أئمتهم قد حدثوهم عن ذلك ، ولكن بالنسبة الى الغرب وأمثال الغرب وبقية العوالم سوف يبقون مشدودين الى السماء ويتساؤلون مالذي يحصل ؟ . والمتابع للأوضاع الثقافية الغربية يعرف أن السنة القادمة عند الكثير من هؤلاء سوف تقوم الساعة لذلك فإن الكثير منهم ذهبوا أشتروا أدوات بدائية وأستأجروا أو أشتروا لأنفسهم أملاكا في مجاهل أفريقيا حتى ينتقلون الى المناطق البعيدة اذا ما حدثت هذه العلائم والشرائط ليبتعدوا عن مناطق الأحداث المؤثرة جدا .

على أي حال فإن هذه ظواهر إجتماعية غربية وأيا ما يكن سوف تبقى النفوس معلقة في السماء والتساؤل مالذي يحصل ومالذي يجري ؟ . الآن ضع نفسك في مكان هؤلاء وأنظر الى الأحداث الواحدة من بعد الأخرى وتقع كلها حوالي في شهر وفي تحليلي ربما كلها في اسبوع واحد لأن الواحدة تؤدي الى الأخرى . نعم الخسوف والكسوف بينهما خمسة عشر يوما وهي مقدار دائرة الكرة الأرضية على فلك الشمس ، ومقدار دائرة القمر على فلك الأرض  وأيا ما تكن هنا تأتي العلامة الملكوتية الثامنة .

الناس كلها متعلقة بالسماء وتترقب شيئا واذا بصيحة من جبرائيل ينادي ( ألا إن إمامكم فلان بن فلان ) ، فتصور أن العالم كله يسمع هذا الصوت . يسمع كل ذو أذن بلغته فكل إنسان يسمعه بلغته وهنا هل هذا الصوت صوت مباشر لكل العالم ، أم صوت في منطقة واحدة ويعمم على الفضائيات وما الى ذلك فهذا الحديث غير مهم ولكن المهم أن حدثا سماويا سيحصل وهذا من عالم الملكوت وهذه الصيحة تحصل في ليلة القدر . وتخيل انك جالس تدعو ومنشغل بالدعاء والأحياء واذا يأتيك هذا الصوت . بعد ذلك بيوم ينطلق صوت الأبالسة واحدهم يقول " هذا من سحر الشيعة " والثاني يقول  " أن إمامكم فلان بن فلان ألا أن فلانا مات مظلوما " وما الى ذلك من أحاديث يحاولون ان يغطوا بها على طبيعة هذه الصيحة وهذه الصيحة بينها وبين الإمام (عج) ثلاثة أشهر ونصف .

هنا فقط ألفت الأنتباه ( لماذا شيخ فلان بدأ يتحدث خلال هذه الفترة عن هذه القضايا ) ؟ . بمعزل عن أنني اعتقد ان ظهوره الشريف أقرب مما يتصور أي احد منكم ، ولكن رواياتنا تحدثت عن كثرة الأدعياء وكثرة أصحاب النفوس المريضة والعقائد التافهة تحاول أن تستقطب الناس بإسم الأمام (عج) . لذلك عندما نتحدث بحديث اهل البيت (ع) وبرواياتهم إنما نريد ان ننقذ أنفسنا من ان نقع تحت طائلة هذه الرايات وبتعبير الروايات ( لا يقوم القائم إلا وإثني عشر رجلا يدعون أنهم المهدي ) . ورواية اخرى ( لا يقوم القائمة إلا وإثنتي عشر راية مشتبهه ) يعني لا يعلم حقها من باطلها والأدعياء كثر وأنتم ترون هذه الأيام أن فلان يصيح انا اليماني وذلك يقول انا شعيب بن صالح والثالث يقول انا فلان الرابع يقول انا فلان ويوما بعد يوم تزداد حركة الأدعاء . أما نحن بالنسبة لنا فنقول إن لدينا خريطة زمانية وخريطة مكانية ، فلماذا تحدثت بالأشهر وبالأماكن ؟ ، لكي نكون دقيقين ولا نكون كذلك الرجل الذي جاء الى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم وذلك قبل السقوط وقال له " أنا أعتقد ان فلانا هو الأمام المهدي " !!! ، فيقول انا اسقط ما في يدي وبماذا أجيبه ، فيقول : قلت له (الأمام المهدي ما إسم والده ) ؟ ، فقال : إسمه الحسن العسكري . فقلت له ان فلانا حسب الظاهر والده ليس اسمه الحسن العسكري ، فقال اي والله صحيح .

يجب أن لا يكون عندنا غباء وبمجرد ان نحب شخصية معينة نتصور أنه من أعظم العظماء وبعد ذلك يتبين ان مثله مثل الآخرين أو ربما اتفه منهم . على كل حال أنا قد وضعت أمامكم العلائم الشرائط بصورة واضحة وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا كل ذلك وان يجعلنا ممن حظي بكرامة خدمة الأمام (عج) والذود عن الأمام بأبي وأمي وأسأل الله ان يحفظ لنا علماءنا الأعلام نواب الأمام (ع) ومراجعنا العظام لا سيما إمامنا المفدى السيد السيستاني وان يحفظكم أخواني الأعزة وأخواتي الكريمات وينأى بكم عن كل مكروه ويصونكم عن كل بلاء .

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
آوس علي المياحي
العراق / البصره
2013-7-30

بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العزيز مسؤول موقع سماحة الشيخ "حفظه وحفظكم الله": أضن أن هنالك كلمة سقطت منك سهواً وتحتاج الى تغيير, الكلمة واردة في السطر السادس من إجابة سماحة الشيخ حفظه الله على تعليق الأخ محمد باقر الشوشتري الذي أورده في ذيل الخطبة الدينية لسماحة الشيخ في يوم 29-7-2011 والتي تم إدراجها تحت عنوان "خطب الجمعة السياسية", يقول النص في السطر الثالث (وإلا لما قتلوا النفس الزكية وهو الذي يقتل قبل جروج اليماني بعدة أشهر في مكه), وأعتقد أن الصحيح هو رفع كلمة (قبل) ووضع كلمة (بعد). وفقكم الله لهذه الخدمة التي لطالما أغبطتكم عليها.

من الموقع

احسنتم كثيراً أخي الفاضل ماأشرتم إليه صحيح وهو من سبق القلم

کريم خلف
ایران
2012-10-17
تحيه طيبه الي سماحه الشيخ جلال الدين الصغيروکادر الموقع وبعد.اشار الشيخ الي ان حديث من ياتي براس شيعه علي في الکوفه القصد فيه ليس کل الشيعه وانما يحتمل ان يکون اتباع احد المراجع يکون اسمه علي.اذا اخذنا بعين الاعتبار اعتقاد سماحه بقوه الاحداث الراهنه ودلالتها علي احتمال قوي لقرب الظهور.هل يمکن ان يکون المرجع المشار اليه هو سماحه السيد السيستاني حفظه الله من کل مکروه وشکرا.

من الموقع: منهج سماحة الشيخ يؤكد على أن من المبكر الحكم على هذه الأمور بإسقاط الروايات على الأشخاص، فما من دلالة حاسمة ويقينية تعطينا الحق بالإسقاط على الأسماء
محمدباقر الشوشتري
العراق
2011-8-13
شيخناذكرة في احد خطب الجمعه ان اليماني ليس من اليمن بل من البصيره كيف هذا

من الموقع: السلام عليكم ورحمة الله
لم يقل سماحة الشيخ بأن اليماني من البصرة وإنما يأتي ومعه نفر من أهل البصرة، وفقاً لبعض الروايات والبصرة تاريخياً المراد منها المنطقة الجنوبة للعراق وما يلاصقها من إيران والكويت.
أما كيف فهو ناقش موضوع اليماني مناقشة روائية وموضوعية ولم يجد أي رواية صحيحة تشير إلى أنه من اليمن، كما لم يجد أي إمكانية موضوعية لإمكانية خروج اليماني من الحدود اليمنية باتجاه العراق بسبب وجود الحجاز تحت أيدي حكام معادين للإمام صلوات الله عليه وإلا لما قتلوا النفس الزكية وهو الذي يقتل قبل خروج اليماني بعدة أشهر في مكة، ولم يجد له منفذا عبر الحدود العراقية التي ستكون الغربية منها بيد السفياني والشرقية بيد الخراساني والجنوبية بيد حكام الحجاز ونجد وهناك تفصيل شيق ضمّنه كتابيه راية اليماني الموعود أهدى الرايات، والجزء الثاني من علامات الظههور فقه الدلالة والسلوك
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
36 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :3559
عدد زوار الموقع الكلي: 24871886
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟