بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

١٤٢٨: لماذا قلتم أن اليماني من العراق مع أن التبادر اللفظي يوجب عليكم القول بأن الرجل من اليمن؟

الخميس في العاشر من ذي القعدة ١٤٤٦ الموافق ٨/ ٥/ ٢٠٢٥



مثنى الطائي (التلگرام): سؤالنا حول تسمية اليماني ، وهو ان ربط اليماني باليمن من خلال انتسابه القبائلي هو انتساب للبعيد وهو غير شائع في اللغة العربية ، بمعنى ان الشخص ينتسب عادة الى المنطقة الاقرب تاريخيا اليه فلو كان اليماني من العراق وبينه وبين اليمن عدة قرون او عدة اجداد فلا تصح نسبته الى اليمن ولا يقال عنه يماني ؟

ونسبته الى العراق اولى واقرب كما ينتسب الامامين الهادي والعسكري عليهما السلام الى منطقة ( العسكر ) مع انهما مدنيان

كما انهما لا ينتسبان الى ( مكة ) مع ان جدهما "صلى الله عليه واله" مكي ، كونكم تؤمنون بإن الرجل عراقي وحركته ومعركته ومهمته داخل الساحة العراقية ، الا إنّ انتسابه وأصله يعود الى اليمن كون اغلب القبائل العراقية ترجع بأصولها الى اليمن ؟

الجواب: لم يأتي حديثنا عن عراقية اليماني لان العراق فيه عشائر يمانية، إلا بعد ان وجدنا أن التعويل على التبادر اللفظي لا يتيح لنا تفسير المصطلح، وما جاء ذلك إلا بعد أن وجدنا أنّ القرائن لا تسمح بالرجوع إلى القريب وفق قواعد التبادر اللفظي، ولذلك قلنا أن التبادر اللفظي ليس هو كل القصة حتى نعتبر الملاك طبيعة النسبة قريبة كانت او بعيدة، فلو قدر انّك قرأت خبراً أنّ سماحة السيد السيستاني دام ظله الشريف هو الذي أسس الحشد الشعبي، فهل ستقبل أن يقال أن مقر الحشد الشعبي هو محافظة سيستان الإيرانية، وأن السيد السيستاني مستقر هناك لأنّ النسبة تعود الى الأقرب؟ أو حينما تجد سماحة السيد الخامنئي دام ظله الشريف هو قائد الجمهورية الإسلامية فهل ستقول انه يقودها من مدينة خامنه؟

من الطبيعي أنك لا تقبل ذلك لوضوح ان السيدين العليين دام ظلهما الشريف يعيشان في منطقة بعيدة عما ينتسبان إليه، ولذلك نقول أن النسبة لو أطلقت دون قيد يقيّدها ودون قرينة تحددها، فمن الطبيعي أن نأخذ بالأقرب قبل الأبعد، ولكن مع وجود القيد أو التخصيص والتحديد، فإن التحاكم إلى مقتضيات التبادر اللفظي سيكون مخالفاً للمنهج العلمي.

وعليه فإنّ الحديث عن العبد الصالح اليمانيّ قبل أن نتحاكم في نسبته إلى التبادر اللفظي، يجب علينا أن نرجع إلى الروايات المتعلقة به، لنستفسر إن كان ثمة تحديد في الروايات التي تناولت ذكره أم لا، فان وجدنا أنّ الروايات تتحدث عن وجوده في برهة زمانية في منطقة معينة ومحددة كالعراق، انصرفنا عن التبادر اللفظي إلى ما يربط بين هذه النسبة وبين المنطقة التي تواجد فيها في تلك البرهة لا سيما إن كانت هذه البرهة تتناول الأمر الذي كان سبباً للحديث عنه في الروايات، فاليماني راية عسكرية، كل قتالها في العراق، ولا توجد لدينا أدنى إشارة إلى وجوده في مكان آخر، فمن الطبيعي ان اعتبر ذلك قرينة حاسمة تبعدني عن ان يكون في اليمن، اللهم إلا أن أجد قرينة أعلى وجودياً من هذه القرينة، والحال ان واقع الروايات ينفيها تماماً، فالرجل أشير إلى وجوده يتسابق كفرسي رهان بينه وبين الخراساني الى الكوفة، ويتسابق مع السفياني الى نفس الكوفة، وانه بسبب اقترابه والخراساني من جيش السفياني المسيطر على الكوفة، يهرب هذا الاخير منها، وتؤكد لي الروايات أنه والخراساني كجيشين يلتقيان خارج الكوفة عند حدودها، ثم يدخلانها باكيان وما إلى ذلك، فإن كل ذلك سينفي التبادر لان هذا التواجد هو لب ذكر دخول اليماني في المعركة مع السفياني وتسابقه مع الخراساني فكيف افسر عند ذلك وجوده في مكان اخر كجيش وراية تبتعد عن هذا المكان بما لا يقل عن ٢٥٠٠ كلم؟

يبقى علي لحل الاشكال بوجود نسبة بينه وبين اليمن، فإن كان العراق خلياً من الارتباط النسبي ولو بعد مع اليمن، عند ذلك علي أن اتفحص المزيد من القرائن التي تفسر لي وجوده على الارض وتحفظ نسبته مع اليمن، وأما إذا كان العراق مليء بالعشائر والقبائل النازحة من اليمن فإن الموضع الأقرب في النسبة هو العراق وليس اليمن، فتأمّل.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
22 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :5850
عدد زوار الموقع الكلي: 28980634
كلمات مضيئة
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين