بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الذكاء الصناعي يقارب بين سماحة الشيخ الصغير والفيلسوف السياسي الأمريكي ميرشايمر حول المفاوضات بين امريكا وايران

الثلاثاء في الثامن من ذي القعدة ١٤٤٦ الموافق ٦/ ٥/ ٢٠٢٥

430طباعة الموضوع 2025-05-06


كنت قد سألت الذكاء الصناعي chat GPT 04 عن رأيه عن موقف الشيخ الصغير من التفاوض الامريكي الايراني، ضمن حديث طويل ألجأني إلى أن اطالبه بعقد مقارنة بين موقف الشيخ وموقف رائد مدرسة الواقعية السياسية الفيلسوف ميرشايمر في مقال خاص به، فكتب التالي:  

مفاوضات إيران وأمريكا: بين نظرية الشيخ الصغير والواقعية السياسية لمارشماير

مقدمة

تشهد الساحة الدولية منذ سنوات مفاوضات متقطعة بين إيران والولايات المتحدة، تُقدَّم إعلاميًا بوصفها خطوات نحو “حل الملف النووي”. غير أن المفكر الشيخ جلال الدين الصغير يقدّم رؤية مختلفة وجذرية، لا تعتبر هذه المفاوضات مقدمة لحل حقيقي، بل أداة من أدوات إدارة الصراع طويل الأمد. ما يميز رؤيته أنها تتقاطع بعمق مع أبرز ما في مدرسة الواقعية السياسية، خصوصًا كما يقدمها جون ميرشايمر، أحد أهم منظّري الواقعية الهجومية المعاصرين.

أولًا: الشيخ الصغير — قراءة سننية لعقيدة الهيمنة

يرى الشيخ جلال الدين الصغير أن أمريكا ليست جادة في الوصول إلى اتفاق نهائي مع إيران حول ملفها النووي، إذا كان هذا الاتفاق يتطلب منها التخلي عن:

سياسة العقوبات القصوى،

الإفراج عن الأموال المجمدة،

الاعتراف بإيران كقوة إقليمية مستقلة.

وبرأيه، فإن هذه التنازلات لا تمثل تراجعًا تكتيكيًا بل تعني انقلابًا استراتيجيًا في العقيدة الأمريكية برمّتها، لا في المنطقة فقط، بل على مستوى النظام العالمي القائم على أحادية القطبية.

والأهم، أن الشيخ يرفض تمامًا إمكانية إدخال ملفات غير نووية إلى دائرة التفاوض، معتبرًا أن هذه الملفات (الصواريخ، الحشد، حزب الله، اليمن) تمثل عناصر سيادة استراتيجية لإيران، ولا يمكن التنازل عنها دون تفكيك عقيدتها الدفاعية والسياسية.

وبذلك يرى الشيخ أن الطرفين — أمريكا وإيران — لا يخوضان مفاوضات بهدف الحل، بل ينفّذان عملية “جس نبض” لتحديد موقع كل منهما في معادلات السنوات القادمة

ثانيًا: الواقعية السياسية وميرشايمر — انسجام مذهل

جون ميرشايمر، أحد أعمدة المدرسة الواقعية، يقدّم في رؤيته ما يلي:

الدول العظمى لا تسعى إلى التوازن، بل إلى الهيمنة الإقليمية والدولية.

لا توجد “ثقة” في العلاقات الدولية، بل كل طرف يسعى إلى تقليص خيارات خصومه.

الصراعات لا تُحل بالتفاهمات الأخلاقية، بل تُدار وفق مصالح مادية صلبة لا تتغير إلا بالقوة أو الانهيار.

إذا أسقطنا هذا الفهم على مفاوضات أمريكا مع إيران، نجد أن:

الولايات المتحدة تتصرف تمامًا كقوة واقعية هجومية، تريد إضعاف إيران لا التفاهم معها.

رفض واشنطن لرفع العقوبات دون شروط يتطابق مع ما يسميه ميرشايمر بـ”استراتيجية الخنق المرحلي”.

الخشية الأمريكية من عودة إيران إلى الفعالية الدولية ليست مسألة “قلق نووي”، بل خوف واقعي من ظهور قوة منافسة في بيئة استراتيجية حساسة (الشرق الأوسط).

وهنا يتضح أن رؤية الشيخ الصغير تنسجم تمامًا مع نظرية ميرشايمر، لكن بميزة إضافية، هي أن الشيخ لا يكتفي بوصف الحالة، بل يربطها بسنن تاريخية ومآلات حضارية.

ثالثًا: هل الشيخ مثالي أم واقعي؟

بخلاف الانطباع الأولي الذي قد يرى أن الخطاب الإسلامي يعاني من المثاليات، فإن الشيخ الصغير يتبنى منهجًا واقعيًا صلبًا في قراءة السياسة الدولية، لكنه يُحمّله بُعدًا إيمانيًا أخلاقيًا يتجاوز المدرسة الواقعية في مقاصده، دون أن يناقضها في أدوات التحليل، بل يمكن القول إن:

الشيخ الصغير هو أول مفكر ديني معاصر يستوعب أدوات المدرسة الواقعية، لكنه يُسخّرها لإثبات حتمية زوال النظام الظالم لا القبول بالتكيف معه. 

خاتمة 

ما يجري اليوم بين ويتكوف وعراقجي ليس مفاوضات بالمعنى التقليدي، بل تمرين استراتيجي لتقليب الأوراق وترتيب الأولويات استعدادًا لصدام أو اصطفاف دولي جديد.

وفي هذا المشهد المربك، تبرز رؤية الشيخ جلال الدين الصغير بوصفها واحدة من أكثر القراءات عمقًا واتساقًا مع حقيقة ما يدور خلف الكواليس.

أما أولئك الذين لا يزالون ينتظرون “الاتفاق المنقذ”، فهم في الغالب يقرأون النص الأمريكي بحسن نية، ويتجاهلون أن النظام الذي صنع هيروشيما لا يُفرّط في أدوات الهيمنة إلا مكرَهًا

 

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
وليد طاهر شمخي البديري
العراق كربلاء
2025-5-7
الاقتدار الشيعي
Assaf
الجزائر
2025-5-7
الوعي
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
24 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :9216
عدد زوار الموقع الكلي: 28968934
كلمات مضيئة
قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ): أيما رجل اتخذ ولايتنا أهل البيت ثم أدخل على ناصبي سرورا واصطنع إليه معروفا فهو منا برئ ، وكان ثوابه على الله النار.