بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : نحن بحاجة الى ايران وتركيا والسعودية والكويت وسوريا والاردن وكل هذه الدول بحاجة الينا



قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :

بحمد الله عادة امجاد انصار الحسين (ع) مرة أخرى ترينا عز العشق للأمام الحسين (ع) حينما نشاهد زواره وهم يشقون عباب المسافات الطويلة زحفا بإتجاه مرقد ابي الأحرار (ع) . وانا في الوقت الذي أحيي فيه هذا الموقف العظيم فإنني أهيب بجميع إخواننا واخواتنا في بقية المحافظات ولا سيما في بغداد العز وبغداد الوفاء للأمام الحسين (ع) ، وإصرار هؤلاء الموالين على عشقهم للأمام الحسين (ع) . وانا مطمئن الى أن الحسينين في قلوبهم شوق عظيم لا يمكن ان يتوقف ولكن من باب الأشتراك في ثواب خروجهم اناشدهم لكي يعدوا ويستعدوا لرحلة الوفاء ورحلة البيعة الصادقة للأمام الحسين (ع) ، واناشد المرضى منهم لكي يتجهوا في طريق الشفاء والعافية . كثيرون كنا نراهم يسيرون وعندما نسألهم يقولون كنا مرضى وشفينا في هذا الطريق .

إذن مبالكم تبيتون في فراشكم وطريق الشفاء موجود ولو بمتر واحد وبنية صادقة فإن متر واحد بل خطوة واحدة كفيلة بأن تحقق لكم قربا من ابواب الأجابة بل تجعل ابواب الأجابة مفتحة لكم وانا اتحدث هنا عن تجربة ولا أتحدث عن امور افتراضية ، وإنما طيلة العمر الذي مشينا فيه الى أبي عبد الله الحسين (ع) ونحن نجد هذه الحالة العجيبة التي اصبحت من مسلمات المشاة الى كربلاء . في السبعينات كنا نمشي وكنا نسلك طريق السهلة بإتجاه الكفل أو ما نسميه في النجف بطريق ( الماي ) ، حيث نمشي على النهر بعيدا عن الشارع ومسافته أبعد ولكن عجيب إيمان وحب تلك المناطق للأمام الحسين (ع) . فإنهم أناس فقراء من الفلاحين ولكنهم يحارون كيف يقدمون الخدمة لزوار الإمام ، حتى اذا ما انتهت خدمتهم يطالبوننا بأن نثير غبارا وتأتي نساؤهم وهم يقفون بجانب هذا الغبار لكي يمس غبار زوار الحسين (ع) أبدانهم ، ومن المعروف أنه (لا تمس النار جسما عليه غبار زوار الحسين ) . وإذا استحضرنا تلك القصة التي ذكرتها قبل اسابيع عن زيارة الأمام الحسين (ع) من تلك المرأة التي رآها العلامة الطباطبائي   (رض) كيف ان اثناء موتها الأمام الحسين (ع) وبزيارته تشفع كل من دفن في المنطقة التي قربها ثم يسأل لماذا فيقال ان هذه المرأة كانت في وقت المغرب تتوجه الى الإمام الحسين (ع) وتقول ( السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين ) .

وبتعبير الأمام الصادق (ع) ( من مشى الى جدي المام الحسين كتب له في كل خطوة حسنة وحفت به الملائكة تستغفر له ) . فأين نجد هناك مقاما عظيما يمكن ان تجد فيه هذا العطاء وهذا الكرم الألهي . لذلك بعض الذين يترددون في كل سنة يحسمون امرهم ويتوكلون ، ولكن ماتبقى من المترددين ( تعالوا فأنتم على موعد مع الجنة فلماذا تفرون عنها او تتقاعسون منها ) ؟. سيروا ولو خطوة وأحشروا انفسكم وسط ذلك السواد . وانا اقول بغداد العز  لأن في أيام خروج بغداد الى الزيارة تحس برهبة ، فأنت ترى المشهد من النجف الى كربلاء بإعتبار ان زوار المحافظات يتجمعون في تلك المنطقة . ولكن يبقى علي أن اناشد الحكومة والسيد رئيس الوزراء تحديدا بأن ينظر الى المحافظات التي تتشرف بخدمة الزوار نظرة من يتحمل عبئا اضافيا مع الأعباء الموجودة فيها وخاصة محافظات كربلاء والنجف والحلة أن ينظر اليها نظرة جديية في موازنة اضافية تعطى لكي تتمكن من تادية المانة التي انيطت بها .

وقال سماحته :

كما أدعو مجالس المحافظات أن تفكر بشكل جدي بإعطاء الموظفين إجازات خلال فترة مرور الزوار فيها لكي يتمكن الناس من المشاركة أو الخدمة لهؤلاء الكرام . في العربية السعودية عادة في موسم الحج تعطي الحكومة إجازة لمدة كبيرة لكل الموظفين ، ونحن لدينا موسم أكبر من موسم الحج في أعباءه واثقاله . فيجب ان تفكر المحافظات بإجازة حقيقية تعطى الى الموظفين ليومين أو ثلاثة أيام كل محافظة حسب موقعها ، والنجف وكربلاء تحتاج الى مدة أكبر بإعتبار أنها تستقبل الزوار لفترة أطول ولكن ومهما يكن اعتقد ان من الضروري بمكان أن يفكر بهؤلاء الموظفين وانا اخاطب مجالس المحافظات تحديدا ( إن من انتخبكم هم نفس هؤلاء الزوار ) .

وناشد سماحته عدد من الوزراء قائلا :

وأناشد الأخ السيد وزير النقل والوزراء الآخرين ولاسيما وزراء الدفاع والداخلية لوضع خطة جادة وطارئة لتامين نقل الزوار حتى لا يتكرر نفس المشهد كل سنة أثناء رجوع الزوار الى مناطقهم وخصوصا في يومي التاسع عشر والعشرين من صفر أذ نشهد حشدا كبيرا من الراجعين ولا يجدون لنفسهم مجالا . واعتقد الأسراع والتبكير بوضع الخطط كفيل بمعالجة هذه المشكلة رغم اننا في السنة الماضية وجدنا جهودا مشكورة من وزارات النقل والدفاع والداخلية والتجارة ايضا ولكن هذه السنة أعتقد ان الزيارة ستكون اكبر مضافا الى ذلك ان البرد اشد من العام الماضي ويحتاج الإنسان الرجوع الى داره بشكل اسرع من العام السابق .

 وأضف الى كل ذلك ورغم سهر الأجهزة الأمنية في كل سنة على خدمة الزوار ولكن لا بد من التاكيد على طبيعة جهد اولئك الخبثاء من التكفيريين والحاقدين على زوار الحسين لكي لا يتكرر المشهد الذي حصل في العام الماضي في منطقة طويريج وبعض مناطق الحلة . وأنا مطمئن من ان الأجهزة الأمنية وضعت خططا ووضعت بدائل ولكن لابد من التأكيد والحذر من جهود اولئك الحاقدين يمكن لها ان تحمي الزوار ولا تنغص مسيرتهم مثل تلك الأعمال الأجرامية .

وعلى صعيد السياسة الخارجية للعراق قال سماحته :

وفي جانب آخر نجد حراكا اقليميا واضحا وفي الوقت الذي نشكر فيه الحكومات التي بادرت الى ارسال موفديها لا سيما دولة الكويت وقبلها مصر العربية وقبلها تركيا وإيران ، وفي الوقت الذي اجد في هذا الأنفتاح مجالا ليشق العراق الجديد طريقه في المناخ الأقليمي ، أعتقد أن مثل هذه الأمور توجه بدورها رسالة الى الحكومة العراقية لكي تعيد النظر في السياسات التي من شأنها ان تجتذب ولا تبعد وأن تقرب ولا تجعل العراقق يعيش أزمة مع هذه الدولة أو تلك . الحمد الله فقد هدأت النفوس وبعض العنترييات التي كنا نراها قد غابت ونسأل الله تعالى ان لا نراها من جديد ولكن مجيء رئيس الوزراء الكويتي خلال هذه الفترة اثناء بحث الفصل السابع لا يفتح صفحة جديدة في العلاقات العراقية الكويتية فحسب وإنما يعطي العراق مجالا لأسترداد حقوقه التي انتزعها منه الفصل السابع لمجلس الأمن الدولي . لذلك على الحكومة والببرلمان ان يفكروا مليا في ايجاد علاقات تعاون لا علاقات تصارع ، فقد رأينا علاقات التصارع الى ماذا ادت في الفترة المنصرمة سواء في زمن النظام البائد أو في الفترات التي سبقت هذه الحكومة .

وأملنا كبير في ان نجد سياسة خارجية تعمل على تمتين الواصر مع الدول المحيطة فضلا عن غيرها لأن العراق بحاجة الى كل هذه الدول ، وكونه بحاجة إنما يؤسس لسوق مصالح كبيرة لهذه الدول فالمسؤولية متقابلة ما بيين الطرفين العراق والدول المجاورة . وما سمعناه خلال جلسة مجلس النواب حول اوضاع العراقيين في العربية السعودية يجب ان يثير فينا هذا التساؤل ( هل نريد علاقة تصارع ) ؟، فيمكن لنا ان نعود ونتحدث بعنتريات صدام حسين . ولكن من لا يمتلك القدرة وهو بحاجة الاخرين فعليه ان يفكر لحماية مواطنيه وامنه واقتصاده واستقراره أن يفكر بسياسة تعاون ، فنحن بحاجة الى ايران ونحن بحاجة الى تركيا وبحاجة الى الكويت وبحاجة الى الأردن وبحاجة الى سورية وبحاجة الى العربية السعودية فكل هذه الدول بحاجة لها . نعم ربما لدينا نظرات خاصة وهناك ملفات فيها مشكلة ولكن مالمانع في فتح صفحة جديدة اسمها بناء علاقات تعاون ومصالح مشتركة مع احترام الشأن الداخلي . في العام الماضي عندما اثيرت مشاكل التعويضات العراقية للكويت وكان هناك صخبا وكان المسؤلون الكويتيون حينما يتحدثون مع الهيئات التي ترسل قالوا نحن لم نطالبب أحدا بل نحن مستعدون لتجاوز تلك التعويضات ، وبلكن بطريقة العنتريات وفلان يظهر في الفضائيات يتكلم بالطريقة الفلانية والمجموعة الفلانية تهرج بالطريقة الفلانية ونحن عندنا شارع مثلما انتم عندكم شارع .

لذلك فإن الحديث عن المعتقلين العراقيين في السعودية يجب ان يتم بناءا على هذه الخلفية ، فهؤلاء مواطنون عراقيون ولا يمكن لنا ان نحميهم من خلال ايجاد اجواء التوتر بيننا وبين الآخرين . بل ايجاد أجواء العلاقة الطيبة والمصالح الشتركة تؤدي الى ان يرجع هؤلاء الى وطنهم حيث تذهب وزارة الخارجية لأستلامهم ثم تسلمهم الى وزارة العدل وعلى أي ملف قضائي فربما هناك قسم منهم لديه ملف جنائي والنتيجة فإنه مواطن عراقي ويحاكم في هذا البلد . ففي قوة صدام الذي أوصل الجيش العراقي الى قوة كبيرة قام بتوتير العلاقة مع الاخرين والنتيجة ان العراق تدمر ، ونحن لا نمتلك تلك القادرة على استعداء الآخرين ولا سياساتنا كذلك ،.

وفي قضية المعتقلين العراقيين في العربية السعودية قال سماحته :

لذلك أنا في الوقت الذي اناشد فيه العربية السعودية أن تطلق سراح هؤلاء وتسلمهم سريعا الى الحكومة العراقية وليس ذلك بغريب عليهم فهم اصحاب مبادرة مكة وإتمام تلك المبادرة بهذه المبادرة يمكن ان يؤسس لصفحة اكثر ودا وتقربا بين العراق وبين العربية السعودية . ولكنني في الوقت نفسه ادعو الأجهزة الحكومية والبرلمان تحديدا الى ان ينظروا بعين الدقة الى طبيعة التصريحات والمواقف التي من شأنها ان توتر العلاقة ، فحذاري منها لأن رقاب ابناءكم معلقة بمثل هذه التصريحات وهذه المواقف . انا لا اريد ان اسهل المواقف ، ولكن مبادرة طيبة من هنا وحسن مبادرة من هناك تؤدي بالنتيجة تؤدي الى فتحة الأبواب على مصراعيها . فهذا الوطن سموه عربيا فانتم عرب ونحن عرب ، وسموه اسلاميا فانتم مسلمون ونحن مسلمون وبالنتيجة نحن نحتاج اليكم وأنتم تحتاجون الينا ، وانا مطمئن من ان النقاش الذي حصل في البرلمان أن بعضه كان بنبرة عالية ولكن بالنتيجة يؤدي الى علاقات حسن جوار وعلى وزارة الخارجية أن لا تكتفي بالتقارير التي ترد اليها وانما تبادر بشكل جدي الى ارسال الوفد بعد الوفد ولاهيئة بعد الأخرى لزيارة هؤلاء السجناء والتعرف على طبيعة أحوالهم وملفاتهم وانا مطمئن من ان سياسة الود يمكن ان ترد عليهم بود مقابل .   

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
17 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :4025
عدد زوار الموقع الكلي: 27174574
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟