بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

185: ما هو حديث الإمام عجل الله فرجه الذي يؤدي إلى خروج الخوارج في رميلة الدسكرة؟

11526طباعة الموضوع 2013-05-30

185: ما هو حديث الإمام عجل الله فرجه الذي يؤدي إلى خروج الخوارج في رميلة الدسكرة؟

مهند (الموقع الخاص): قرأنا حديثاً ورد عن المعصوم عليه السلام عندما يدخل الامام المهدي عجل الله فرجه الكوفة فيقول: يحدّثكم بحديث فلا تتحملونه، وتخرجون عليه في رميلة الدسكرة، ما مدى صحة الحديث؟ وإن صح ما يمكن أن يتحدّث به الإمام عجل الله فرجه لتخرج عليه الخوارج!؟.

الجواب: الحديث يرد عن الإمام الصادق صلوات الله عليه كما هو في رواية الحسين بن سعيد بسنده لابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام،[1] ويرد بطريق آخر وبسياق مختلف كما في غيبة الشيخ الطوسي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ثم لا يلبث إلّا قليلاً حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة، عشرة آلاف شعارهم: يا عثمان، يا عثمان.[2]

وترد أيضاً في رواية يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عليه السلام قال: أول خارجة خرجت.. إلى ان يقول: ويخرج على القائم بالدسكرة دسكرة الملك.[3]

وترد هذه الرواية في مصادر العامة كما رواها ابن أبي شيبة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن آخر خارجة تخرج في الإسلام بالرميلة رميلة الدسكرة، فيخرج إليهم الناس فيقتلون منهم ثلثا ويتحصن ثلث في الدير دير مرمار.، فمنهم الأشمط فيحضرهم الناس فينزلونهم فيقتلونهم فهي آخر خارجة تخرج في الإسلام.[4]

والدسكرة هي القرية أو البستان، وقال الحموي أن الدسكرة بنواحي نهر الملك من غربي بغداد، وذكر أيضاً أنها تقع على طريق خراسان قريبة من سهرآبان،[5] وقد قرأها بعضهم شهربان في ديالى، ولكني لم أتبين الدقّة في كل ذلك، والرميلة موضع لأماكن عدة، ويمكن أن تطلق على كل موضع يتجمع فيه الرمل قريباً من النهر، وما ذكر في حديث ابن أبي شيبة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه من قربها من دير مرمار فلعله هو نفس ما ذكره الحموي بشأن دير مرماري والذي أشار إلى أنه من نواحي سامراء،[6] يبعد القول بأنها شهربان الحالية، ويؤكد ذلك ما رواه المسعودي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: لا تخرج خارجة إلا خرجت بعدها مثلها حتى تخرج خارجة بين الفرات ودجلة مع رجل يقال له: الأشمط،[7] يخرج إليه رجل منا اهل البيت فيقتله، ولا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة.[8] وعليه فإن المنطقة ربما تكون في الشمال الغربي لبغداد وليس إلى شمالها الشرقي كما زعم البعض.

وبالرغم من أن الحديث الذي سيتحدث به الإمام روحي فداه ولا يحتمله هؤلاء الخوارج، لم تفصح عن ماهيته الروايات إلآ أن الحديث في هذه الرواية لا ضرورة كي يكون خطاباً واحداً أو محاضرة واحدة، بل لا يمكن حصره بالكلام فقط، فإن حديث القوم فعلهم وفعالهم، وحسب الظاهر أن كل حديث الإمام المنتظر عجل الله فرجه سواء كان حديثاً أو فعلاً أو عقيدةً لن يرضي هؤلاء، فيخرجون لقتاله، والله العالم.

[1] الزهد: 161ـ162 ب19 ح286 بتحقيقنا.

[2] غيبة الطوسي: 475 ح498.

[3] بصائر الدرجات: 356 ج7 ب11 ح12.

[4] المصنف لابن أبي شيبة 7: 509 ح37622.

[5] معجم البلدان 2: 455.

[6] معجم البلدان 2: 536.

[7] الأشمط: ما خالط سواد شعره بياضاً.

[8] مروج الذهب 2: 418.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
11 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :6580
عدد زوار الموقع الكلي: 24654703
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟