بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

١٣٩٨: من هم بنو العباس المشار اليهم في روايات علامات الظهور؟


١٣٩٨: من هم بنو العباس المشار اليهم في روايات علامات الظهور؟

احمد عبد السلام (بريد الموقع الخاص): سؤال يدور في ذهني: من هم بنو العباس؟ هل هم الدواعش؟ أم هم الحكومه التي تحكم العراق؟ ولكم من الله التوفيق 

 

الجواب: ورد ذكر بني العباس في عدة روايات متعلقة بعلامات الظهور، اهمها اختلافهم كما في رواية الشيخ الكليني في الكافي عن عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم (الكافي ٨: ٣١٠ ح٤٨٤)، وكذا ما رواه الشيخ النعماني بطرق متعددة موثقة عن الامام الباقر عليه السلام بما اسنده اليه جابر بن يزيد الجعفي قال: اختلاف بني العباس وما اراك تدرك ذلك. (الغيبة: ٢٧٨ ب١٤ ح٦٧)، وقد رواه الشيخ المفيد بطريق اخر عن الامام الباقر ع قال: واختلاف بني العباس في الدولة محتوم. (الارشاد ٢: ٣٧١)  .

وكذا ما ورد في شأن رجوع دولتهم وبروز حراكهم، كما في الرواية الواردة عن الامام الرضا عليه السلام فلقد روى  الحسن بن الجهم، قال:" قلت للرضا (عليه السلام): أصلحك الله، إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم. (غيبة النعماني: ٣١٣ ب١٨ ح١١).

وكذلك ما روي عن الامام الكاظم عليه السلام انه قال: لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني، قلت له: يا سيدي، أمره من المحتوم؟ قال: نعم، ثم أطرف هنيئة، ثم رفع رأسه، وقال: ملك بني العباس مكر وخداع، يذهب حتى يقال: لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يقال: ما مر به شيء. (غيبة النعماني: ٣١٢ ب١٨ ٢).

وكذلك ما ورد على لسان عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال لي أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء يشيب فيها الغلام الحزور. (غيبة النعماني: ٣١٣ ب١٨ ح١٢).

والاتجاه العام في تفسير مثل هذه الامور في العادة إما أن يعمد الى الاعتبار النسبي، كما هو الحال في تفسير اسم السفياني، اذ ان الروايات اشارت الى هذه النسبة وحددت طبيعة الانتساب بولد من أولاد أبي سفيان تحديداً، واما ان يعمد الى المكان فيقال ان من احتل مقامهم في الاماكن التي كانوا قد حكموا بها يمكن ان يطلق عليه وصف بنو العباس فيكون وصف حاكم بغداد في كل الاوقات بهذه التسمية، واما ان تكون التسمية مرتبطة بالمماثلة بما اختص به بنو العباس دون غيرهم.

وحتى نصل الى فهم مراد الروايات المتعلقة بهذا المصطلح نلاحظ في البداية أن الروايات لم تشر الى الوصف النسبي لكي نعمد الى اعتبار النسب مقياساً لمعرفة من عنتهم الروايات، ولهذا حمله على هذا المعنى فيه تكلّف واضح، ما لم نعثر على شاهد يرفع هذا التكلّف.

كما ونلاحظ ان من حكموا بغداد ينتمون الى اتجاهات عديدة فلا يجمعها جامع يمكن معه تحديد حاكم بغداد بهذا الوصف اذ ان بغداد حكمت من قبل سلالات كثيرة كما هو الحال بالتتار والعثمانيين وصولا الى غيرهم من الحكام الذي حكموا بعيداً عن الاعتبارات الاسرية والنسبية، ومحض الحكم لا ينفع محدداً للوصف، فمن الواضح أن الحديث عن رجوع دولتهم يعني انحسارها لمدة من الزمن ثم رجوعها، وهذا ما لا يستقيم مع كون بغداد كانت محكومة دوماً من قبل حاكم ما، وهو معنى لا يتسق مع الحديث عن ذهاب الحكم ورجوعه.

كما أن الحديث عن وجودهم في معركة قرقيسياء مع المرواني وهي ما سبق لنا ان عنيناه بقرقيسياء الاولى، لا يتسق مع كون الوصف متعلق بحكم بغداد.

يبقى الكلام في المماثلة بين صفات العباسيين وبين من يشابههم فيها، وهي صفات يفترض ان تكون حصرية بالعباسيين بحيث لا تماثل غيرهم، وبلحاظ هذه الحالة يفترض بالمماثلين لهم ان تكون لهم دولتهم وسيطرتهم ودوام بقاءهم الى عهد السفياني وتواجدهم كقوة رئيسية في معركة قرقيسياء الاولى وهي التي تتسم باشرس معارك الدنيا في نتائجها العامة، ولهذا حينما نريد العثور على ذلك علينا ان لا نكتفي بالمماثلة بصفة او اثنتين فنقول ان المراد ببني العباس هم هؤلاءوانما يجب ان نستوفي جميع ما اشارت اليه الروايات في هذا المجال لكي تصلح عملية المطابقة بين المثال والممثل له.

من المعلوم ان الشعار الحصري للعباسيين عبر التاريخ والذي لم يماثلهم به اي احد هو شعار السواد، وقد كانوا يسمون بالمسودة لانهم كانوا يتخذون من السواد شعاراً فيعرفون به، اذ ان عمائمهم ولباسهم واعلامهم كلها كانت سوداء، ومثل هذا الوصف لم يعمد اليه الا تنظيم القاعدة في زماننا هذا وما تفرخ عنه من تنظيمات كالنصرة وداعش وما الى ذلك من تنظيمات.

وهؤلاء يماثلون بني العباس في الموقف العام من أهل البيت عليهم السلام ومن مختلف المسائل الدينية والمذهبية، كما ان هؤلاء انشأوا لانفسهم دولة، ولا زال وجود قوتهم مؤثرا في مقاييس التوازنات العسكرية والامنية في منطقة قرقيسياء، وقد صحّ انهم اختلفوا فيما بينهم وتقاتلوا، ولذلك فأن أقرب الأوصاف الدالة على اللفظ متعلق بالقوى التكفيرية التي انجبها تنظيم القاعدة،، والذي أجد أنه حقق تطابقاً مثيراً مع مواصفات بني العباس. والله العالم.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
30 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :4977
عدد زوار الموقع الكلي: 24848234
كلمات مضيئة
الإمام الباقر عليه السلام: إنما يعرف القرآن من خوطب به