بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

96: كيف يكون دخول السفياني إلى العراق؟ وماهو دور عامة الناس من هذا الأمر؟

16470طباعة الموضوع 2012-09-11


أبو نور (الموقع الخاص): كيف يكون دخول السفياني إلى العراق؟ وماهي حجته؟ وهل يكون دخوله بجيش نظامي؟ او على شكل عصابات وحرب شوارع؟ وماهو دور القوات الامنية من ذلك؟ وماهو دور عامة الناس من هذا الأمر؟

الجواب: ليس من مهمة الروايات الكريمة أن تفصّل في كل شيء، بل هي تعطينا التحذيرات والإنذارات الكافية للإستعداد لما يترتب على هذه الأحداث، ولذلك ما آمله أن لا ينتظر الأخوة الكرام من الأئمة أن يفصّلوا لهم كل شيء، بل هذا الأمر أولاً موكول لظروفه، وثانياً موكول لمعرفة منطق الروايات، وما من شك فإن الروايات الشريفة لن تتحدث عن كيفية دخول السفياني إلى العراق وما هو نمط دخوله، فهذا مما لا يقدّم ولا يؤخّر في موضوع صراعه مع المؤمنين بشيء، ويكفينا في هذا المجال أنه سيقتحم العراق، وسبب اقتحامه على ما يبدو موصول بحراك بني قيس قبل معركة قرقيسياء وبعدها والذين سيصطفون مع الترك ضده، مما يجعل ملاحقتهم في أراضيهم الحاضنة أي الأنبار وتكريت والموصل تتمة لمعركته معهم في قرقيسياء، وسيرتكب لذلك مجازر كبيرة في هذه المناطق وصولاً إلى عقرقوف شمال غرب بغداد، وسينهي كيانهم السياسي المتمثل بإدارة عوف السلمي كما تطلق عليه الروايات،[1] والذي سيكون مأواه في تكريت وأصله من جزيرة الموصل، ويتم قتله في دمشق، وسهولة اقتحامه لهذه المناطق يبدو انه سيغريه باقتحام بغداد خصوصاً مع وضعه الاقتصادي المزري الذي سيتخلّف من حصار شديد لدمشق من قبل فتنتي الغرب والشرق التي ستسلط عليها قبل مجيئه، ومن طريقة اقتحامه لبغداد وقتله لقادتها في منطقة الزوراء يبدو أن القوة الأمنية ستنهار بشكل كامل في تلك المناطق.

أما ما هو دور الناس؟ فيبدو لي من الروايات أن بغداد لن تقاتله بشكل كبير، ولربما بسبب توجيه اليماني لهم أو أحد مراكز التوجيه الديني المعتمدة، لأن الروايات ناصّة على عدم مواجهته أثناء هجومه وذلك لقول الإمام الباقر عليه السلام لبعض أصحابه كما في صحيحة محمد بن مسلم حينما سأله: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيّب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله.[2]

وكذا قول الإمام الصادق عليه السلام لأبي بكر الحضرمي: قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف نصنع إذا خرج السفياني؟ قال: تغيّب الرجال وجوهها منه، وليس على العيال بأس.[3]

وهذا القول يثبت أمرين الأول عدم كونه ناصبياً، لأن الناصبي لن يترك عيالاً للروافض ولا غيرهم، والثاني عدم مواجهته عسكرياً أثناء قوة هجومه، ولكن من حديث نصرة اليماني نلاحظ أن الأمر بالمقاتلة وهو تطبيق النصرة يعكس أن مواجهته تتم أثناء كسر قوة الهجوم وهو ما سيفعله اليماني والخراساني حينما سيهاجم قوات السفياني أثناء إنسحابها من الكوفة والتي ستتحطم بالكامل عند المشارف الجنوبية من بغداد ومن بعد شمال الحلة، وبالتالي فإن عدم مواجهته أولاً لا تعني الفرار من المعركة، وإنما تعني عدم خوض المعركة إلا تحت راية الهدى، سواء اكانت راية اليماني أو راية الخراساني، وقد فصّلنا الحديث عن ذلك في كتابنا علامات الظهور فراجع.[4]


[1] غيبة الشيخ الطوسي: 444 ح437.

[2] غيبة النعماني: 311 ب18 ح3.

[3] سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه: 50.

[4] علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك 2: 280 فما بعدها.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
المار العبيدي
12344321
2014-4-23
الامور المحسومة في هذا الامر قليلة جدا ومعنى ذلك ان المفاجئات ستكون كثيرة ومذهلة فارتقبوا انا معكم مرتقبون
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
6 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :8473
عدد زوار الموقع الكلي: 26620412
كلمات مضيئة
الإمام الصادق ع لسدير الصيرفي: يا سدير.. فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك